«الكونغرس العالمي للإعلام» يناقش دور الشباب وتحفيز الإبداع

%90 من محتوى الإنترنت ينتجه الذكاء الاصطناعي بحلول 2026

صورة

ناقش المشاركون في فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام 2023 بأبوظبي، دور الشباب والفرص المتاحة في الإعلام، ومستقبل الإعلام مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، وواقع التعليم الإعلامي المعاصر وتنمية المواهب وتحفيز الإبداع، وسبل التعاون بين وكالات الأنباء.

وأكد وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عمر سلطان العلماء، أن دولة الإمارات تؤمن بأن الذكاء الاصطناعي ليس توجهاً مؤقتاً بل تكنولوجيا تعزز تقدم المجتمعات، مشيراً إلى تقديرات عالمية بأن المحتوى الذي سيتم إنتاجه بواسطة نظم الذكاء الاصطناعي سيشكل أكثر من 90% من محتوى الإنترنت بحلول عام 2026.

وقال في كلمته الرئيسة خلال افتتاح فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام في أبوظبي، إن دولة الإمارات، بفضل الرؤية الاستشرافية لقيادتها الرشيدة، حرصت على الاستثمار بشكل مبكر في الذكاء الاصطناعي، وأطلقت العديد من المبادرات الداعمة لتوجهها في هذا الملف، ومنها استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، ودليل 100 استخدام وتطبيق للذكاء الاصطناعي التوليدي، وغيرها من المبادرات التي تشكل ركيزة داعمة لجهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.

وأكد أهمية أن يواكب الذكاء الاصطناعي التطورات المتسارعة، واستثمار الفرص الكبيرة التي يوفرها من أجل ترسيخ قطاع إعلامي متطور ومبتكر، مشيراً إلى أنه قبل نحو 150 عاماً، لم يكن أي صحافي يرى تأثير الكهرباء على الصحافة، إلا أن ما حدث بعد عقود هو أن الكهرباء أصبحت ركيزة للعمل الإعلامي، ولا يمكن الاستغناء عنها، لذا فإن الذكاء الاصطناعي سيكون مثل «الكهرباء» لقطاع الإعلام.

وقال إن «الذكاء الاصطناعي لا يمكن تصنيفه كأداة جيدة أو سيئة، بل هو وسيلة متطورة يجب الاعتماد عليها لإظهار الحقيقة ونشر المحتوى الجيد المفيد للمتلقين»، مشيراً إلى أن الجميع اليوم يستخدم الذكاء الاصطناعي الذي أصبح يسيطر على كل جوانب حياتنا، من خلال دور التكنولوجيا المهم في تقديم المعلومات والمحتوى، وتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات.

وشدد على ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي لإحداث تأثير إيجابي في المستقبل، وتوظيف تقنياته الذكية للبحث عن الحقيقة وتحقيق فوائد للمجتمعات، مشيراً إلى أنه على مدار العامين الماضيين، تم إنتاج صور بواسطة الذكاء الاصطناعي أكثر مما التقطه البشر على مدار عقود. وتطرق إلى العديد من الاستخدامات الإيجابية للذكاء الاصطناعي، مثل إنتاج محتوى سريع وفائق الدقة، وتطور الصور والأفلام ونشرها خلال دقائق معدودة.

ونوه إلى أنه سيكون هناك دمج بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والإعلام الإبداعي، فالذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً للبشر في هذا القطاع، بل سيتم استخدامه والاستفادة منه في إنتاج محتوى إعلامي توليدي مبتكر ومبدع.

من جانبه، أكد رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الدكتور علي راشد النعيمي، أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم جزءاً من حياتنا، وأن توظيف أدواته في التعليم ليس خياراً، بل ضرورة، مشيراً إلى أن المعلم «رأس الحربة» في قيادة هذا التحول الذكي، وأنه يجب أيضاً الاستثمار في أولياء الأمور.

وقال في كلمة رئيسة خلال الكونغرس العالمي للإعلام، حملت عنوان «تعليم الأجيال للتفاعل مع مستقبل تكنولوجي معزز»: «يمتلك الجيل الحالي قدرات كبيرة ومهارات متقدمة في التعامل مع كل التقنيات الحديثة، ومنها الذكاء الاصطناعي، ولديه القدرة على التخيل والتحليل، واتخاذ القرار، بل وسرعة اتخاذه».

وأضاف: «إننا بحاجة إلى إعادة النظر في مفهوم التعليم، فالتعلم لا يحدث فقط داخل المدرسة، بل يجب العمل على خلق علاقة ورؤية جديدة للجيل الناشئ، تحترم عقله وخياراته وتقدر إنجازاته».

وتابع: «يجب علينا أن نكون شركاء للجيل الحالي، وليس أوصياء عليه، فإدراك طبيعة الجيل الحالي ضرورة ملحة في ظل ما يمتلكه من مهارات وقدراته استثنائية».

وأوضح أنه يجب العمل على تطوير الأدوات، إذ إن دور المعلم رئيس في توجيه الجيل الحالي، منوهاً إلى أن التعليم الحقيقي هو الذي يحدث في الفصل الدراسي بين المعلم والطالب، وهو ما يوجب أن يكون المعلم شريكاً في أي خطوات تطويرية، وأن يتمّ العمل على تطوير مهاراته، وتدريبه على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن «الاستثمار في أولياء الأمور ضرورة ملحة، وأن البيت والأسرة يجب أن يكونوا شركاء في أي مشروع تربوي، كما يجب العمل على توفير بيئة حاضنة للأجيال الناشئة، تتوافق مع تطلعاتهم».

وعقدت جلسات وورش عمل عدة خلال فعاليات المؤتمر، تناولت آفاق الذكاء الاصطناعي في الإعلام الرقمي، ومهارات التغطيات الإعلامية عبر المنصات الرقمية، واستراتيجيات تعزيز حضور المرأة في قطاع الإعلام، ومستقبل وسائل الإعلام وبرمجيات الذكاء الاصطناعي الفرص والتحديات، وتنمية المواهب وتحفيز الإبداع، وخلق الفرص في الأنظمة الإعلامية المتطورة.

عمر سلطان العلماء:

• الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً للبشر في الإعلام.

علي النعيمي:

توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم ليس خياراً، بل ضرورة.

تويتر