أوروبا أمام «شتاء ديموغرافي»

في الآونة الأخيرة، ترددت عبارة «الشتاء الديموغرافي» مراراً وتكراراً من قبل الطبقة السياسية في إيطاليا.

وفي كل عام تقريباً منذ عام 1993، تجاوزت الوفيات في البلاد عدد الولادات، ما تسبب في أزمة بطيئة الحركة، وصلت تدريجياً إلى مرحلة حرجة.

ويشهد معدل الخصوبة في إيطاليا انخفاضاً حاداً، إلى الحد الذي يجعل من المتوقع بحلول عام 2070 أن ينخفض عدد السكان ــ الذي يبلغ حالياً 59 مليون نسمة ــ بنحو 12 مليون نسمة، ليصل إلى 47.2 مليون نسمة.

ويهدد الوضع بدفع ثامن أكبر اقتصاد في العالم إلى «عصر اقتصادي مظلم»، دون قوة عاملة قادرة على تمويل دولة الرفاهية ومعاشات التقاعد للمواطنين الأكبر سناً.

والواقع أن الصورة في عموم أوروبا قاتمة، ما يترتب عليه عواقب مشؤومة على النمو الاقتصادي، فضلاً عن معاشات التقاعد والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية. ويؤكد محللون أن أوروبا قارة تعاني الشيخوخة السكانية، وبحلول عام 2050، سترتفع نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً إلى نحو 30% من نحو 20% اليوم، وفقاً للمفوضية الأوروبية.

وفي بريطانيا، وصل معدل المواليد إلى مستوى قياسي منخفض.

كان هناك 605 آلاف و479 ولادة حية في إنجلترا وويلز العام الماضي، بانخفاض 3.1% من 624 ألفاً و828 ولادة في عام 2021، وهو أدنى رقم منذ عام 2002.

وكان ما يقرب من ثلث تلك الولادات لنساء ولدن خارج المملكة المتحدة.

وتوقع مكتب الإحصاءات الوطني أن يبدأ عدد السكان الطبيعي في المملكة المتحدة في الانخفاض في عام 2025، وعند هذه النقطة سيكون عدد الوفيات أكبر من عدد المواليد.

 

تويتر